بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
فممارسة العادة السرية حرام عند الجمهور كما تقدم في الفتوى “حكم العادة السرية” سواء كانت في نهار رمضان أو في غيره، وهو في نهار رمضان أشد حرمة عما دونه.
أما ما يترتب عليه من أحكام متعلقة بالصوم فهي على هذا البيان:
1- إذا لم يُنزل المني فلم يفسد صومه ولا قضاء عليه، ونسأل الله له أن يكف، ويتوب فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، قال ابن قدامة: ولو استمنى بيده فقد فعل محرماً ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل فإن أنزل فسد صومه، لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة. انتهى.
2- إذا أنزل المني فقد فسد صومه بغير خلاف بين العلماء، فإن من أمنى عمدًا وهو صائم فسد صومه حتى ولو كان بتقبيل زوجته، قال ابن قدامة في المغني: “ولو استمنى بيده فقد فعل محرماً، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه”. وقال أيضاً: إذَا قَبَّلَ ( أي زوجته ) فَأَمْنَى فَيُفْطِرَ بِغَيْرِ خِلافٍ نَعْلَمُهُ. انتهى.
قال الشيخ العثيمين في الشرح الممتع استدلالا لهذه المسألة: “إذا طلب خروج المني بأي وسيلة سواء بيده أو بالتدلك على الأرض أو ما أشبه ذلك حتى أنزل، فإنّ صومه يفسد بذلك، وهذا ما عليه الأئمة الأربعة رحمهم الله مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد”.
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: الاستمناء في رمضان وغيره حرام، لا يجوز فعله لقوله تعالى: “والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” ، وعلى من فعله في نهار رمضان وهو صائم أن يتوب إلى الله، وأن يقضي صيام ذلك اليوم الذي فعله فيه، ولا كفارة؛ لأن الكفارة إنما وردت في الجماع خاصة. انتهى.
ونُنبه هنا لمسألة مهمة
الواجب على من فسد صومه بالعادة السرية أن يمتنع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات في بقية يومه، وإن كان صومه باطلا، جاء في الموسوعة الفقهية: كذلك يلزم إمساك بقية اليوم لكل من أفطر في نهار رمضان، والصوم لازم له، كالمفطر بغير عذر. انتهى.
أما عن الجهل بالحكم الشرعي للعادة السرية
فإن كنتَ تقصد أنك كنت تجهل كون العادة السرية حرام أصلا، ففيه خلاف عند الفقهاء هل يلزم القضاء أو لا يلزم، والأحوط أنه يلزم القضاء خروجا من الخلاف، أما إذا كنتَ تقصد أنك جهلت كون العادة السرية تفطر في نهار رمضان فإنك لا تُعذر بجهلك وعليك القضاء،
ومتى ما علمتَ أنك عليك قضاء فأخرته بدون عذر إلى أن دخل رمضان الذي يليه فيلزمك بعده القضاء وفدية طعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه، والله أعلم.